التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ثلاث أمثلة حقيقة عن سلسلة بونزي



                   ثلاث أمثلة حقيقة عن سلسلة بونزي


ما دعاني لكتابة هذه المقالة عن سلسلة بونزي هي الإغراءات المتكررة التي قد يصادفها الشخص من قبل تلك الإعلانات المهولة على شبكات الانترنت بل وبعض محطات التلفزة والوسائل المسموعة المقروءة والمرئية  وسنتذاكر في هذا المقال اشهر الحالات العالمية والعربية وهيَّ على سبيل الذكر لا الحصر.
 إن بونزي هو مهاجر إيطالي ولد في 1882، حيث ارتبط لقب بونزي بمخططات الاحتيال في العالم كافة، على الرغم من أنه لم يكن أول من ابتكر المخطط، وتحول لقب بونزي إلى تسمية حمَلها عدد كبير جداً من الأشخاص في العالم ، حيث تُطلق عبارةُ: "مخطط بونزي  "Ponzi scheme" على كل عملية نصب أو احتيال بصفة عامة ، وبصفة خاصة على عمليات الاستثمار التي يتم دفع عوائد للمستثمرين القدامى من خلال استثمارات المستثمرين الجدد، وهو ما يطلق عليه المخطط الهرمي !

كيف يعمل مخطط بونزي ؟

تشير الدراسات المتاحة إلى أن عناصر الوهم الأساسية التي يبتكرها بونزي لا بد أن تحتوي على مزيج من الآتي:
  1.  يقدم بونزي نموذج استثمار بسيط جدا، أو سهل التصديق، خصوصا أن بونزي لا يخاطب عقول المغفلين الذين لديهم خبرة محدودة في التحليل المالي، ومعدلات العائد الطبيعي، وإنما يخاطب أطماعهم.
  2.  يعرض بونزي عوائد لا تقدمها الأشكال الأخرى من الاستثمار في الأجل القصير، حيث تمنح المستثمرين معدلات عائد مرتفعة جداً.
  3. يقوم بونزي بحملات إعلانية ضخمة، وهي (إضافة إلى مدفوعات الأرباح) تتطلب تدفقات مالية كافية من المستثمرين الجدد لكي تمكن المخطط من الاستمرار على نحو آمن.
  4. يبني بونزي شبكة علاقات عامة من خلال أشخاص لهم انتشار اجتماعي جيد، مما يمكنه من الوصول بسهولة للمغفلين من خلال عملائه الذين قد يكافئهم بسخاء.
  5. ينتقي بونزي اسم شركته أو مخططه بعناية تامة من خلال استخدام ألفاظ موحية، تساعد على إيهام الضحايا.
  6.  يستعين بونزي ببعض الخبراء من الصناعة، أو يقوم بإيجاد مثل هؤلاء الخبراء، خصوصا إذا كان الخبير يتمتع بسمعة حسنة ولكنه يعاني ضغوطاً مالية.
                                     
تشارلز بونزي .... الأسطورة !

" لم يكن في جيبه في هذا الوقت سوى دولارين ونصف، فقد خسر كل مدخراته في القمار على ظهر السفينة التي نقلته"

 البداية والدرس الأول :

عمل بونزي  في أوائل حياته كعامل في البريد، وفي عام 1903 قدم مهاجرا إلى بوسطن ، وقضى بونزي سنواته الأولى في الولايات المتحدة على الشاطئ الشرقي، وبدأ العمل في غسل الأطباق في أحد المطاعم، حيث كان ينام على البلاط، ثم تحول إلى نادل في المطعم، ولكنه فصل بعد ذلك بسبب سرقته للزبائن. وأصبح مساعد صراف في بنك إيطالي  ، وبسرعة كبيرة تحول بونزي إلى مدير للبنك، وهناك تلقى بونزي أول دروسه. كان البنك يدفع فائدة على المودعات بمعدل 6 %، وهو ما يمثل ضعف معدلات الفائدة السائدة في هذا الوقت، واكتشف بونزي أن صاحب البنك لا يدفع الفوائد على المودعات من عوائد استثمارها، وإنما باستخدام الأموال التي يتم إيداعها بواسطة المودعين الجدد.

الخطة وهطول الأموال :

 أتته الفكرة  بعد أن وجد كوبونا بريديا،  حيث كان الهدف الأساسي من الكوبون البريدي في ذلك الوقت هو تمكين شخص ما في بلد ما من أن يرسل الكوبون إلى مراسل له في بلد آخر، والذي يمكنه استخدامه لدفع قيمة الرد البريدي، كما أنه يمكنه استبداله بطوابع لتغطية تكلفة البريد في البلد المرسل إليه، إذا ما كانت هذه القيم مختلفة في البلدين فإن الشخص يمكنه أن يحقق ربحا من وراء هذه العملية. بعد الحرب العالمية الأولى تم تخفيض تكلفة البريد الدولي بشكل كبير في إيطاليا، وبالتالي فكر بونزي في شراء هذه الكوبونات من إيطاليا (بسعر منخفض)، ثم استبدالها بطوابع بريدية في الولايات المتحدة وإعادة بيعها بسعر أعلى ليحقق أرباحا بعد ذلك. قام بونزي بعمل حسبة بسيطة فتوصل إلى أن أرباحه من هذه العملية، آخذا في الاعتبار تكلفته وفروق معدلات الصرف - تتجاوز نسبة الـ 400 % !
اتصل بونزي بأصدقائه في بوسطن ووعدهم بأنه سيضاعف استثماراتهم في غضون 90 يوما من خلال التحكيم في الكوبونات البريدية، وبدأ بعضهم في الاستثمار معه، ، وبالفعل قام بدفع أرباح لهم كما وعد، حيث قام بتوزيع  750 دولارا لكل 1250 دولار تم  استثمارها معه. ثم انتشر خبر المخطط بين الناس وبدأت الأموال تتدفق على بونزي، وبحلول يوليو 1920 كان مخطط بونزي يسير على ما يرام وذاع صيته لدرجة دعت الناس إلى بيع منازلهم واستثمار مدخراتهم لدى بونزي، بل إن الكثيرين لم يستردوا أرباحهم وإنما قاموا بإعادة استثمارها لديه. ولأن مخطط بونزي لا يرتكز على نموذج استثمار حقيقي، فقد بدأت أعمال تحقق خسائر، ورغبة منه في الحفاظ على استمرار تدفقات الأموال استخدم أسلوب أستاذه، حيث قام بدفع أرباح للمستثمرين القدامى من خلال استخدام استثمارات المستثمرين الجدد.

بداية النهاية :

كان من الطبيعي أن تلفت سمعة بونزي الأنظار إليه،، حيث أن الجميع أخذ يتساءل عن كيفية تحول بونزي من شخص مفلس إلى مليونير في غضون هذه الفترة القصيرة من الزمن. هنا أدرك من وقعوا ضحية الوهم أن طمعهم في الثراء السريع أعماهم عن هذه الحقيقة، إذ لم يكلف أحد منهم أن يسأل نفسه عما إذا ما كانت أعمال بونزي قانونية أم لا، فكيف يعدهم بتحقيق معدل عائد 50 % في 45 يوما، بينما كانت البنوك تمنح 5 % فقط سنويا
بدأت صحيفة "بوسطن بوست" تشكك في مدى صحة أعمال بونزي، وقامت الصحيفة بالاتصال بـ "كلارنس بارون" المحلل المالي الذي قام بنشر تقرير أوضح فيه أنه على الرغم من أن بونزي يحقق عوائد مرتفعة على الاستثمارات التي تحت يده، إلا أنه لا يقوم بالفعل بالاستثمار من خلال شركته، كما لوحظ أن بونزي لكي يحقق هذه العوائد التي يعلن عنها على الاستثمارات من خلال شركته، فلابد أن يقوم باستخدام 160 مليون كوبون بريدي. ولسوء حظ بونزي فإن بيانات مكتب بريد الولايات المتحدة كانت تشير إلى استخدام 27000 كوبون فقط !
شهد 11 أغسطس 1922 نهاية بونزي،حيث سلم بونزي نفسه للسلطات، و أدين بجرائم الغش في البريد. وفي ظل الحقائق حول مخططه الإجرامي الذي غش فيه المستثمرين حكم على بونزي بالسجن في السجن الفدرالي.

طرفة ممتعة :

تم الإفراج عن بونزي عام 1934، ليتم ترحيله من الولايات المتحدة إلى إيطاليا لأنه لم يحصل على الجنسية على الرغم من أنه كان يعيش فيها منذ 1903. وتوفي في 18 يناير 1949 في مستشفى خيري في ريودي جانيرو في البرازيل، حيث عاش أيامه الأخيرة فقيراً.
بونزي مانهاتن  برنارد مادوف

البداية :
لعل أشهر قصص البونزي حدثت في أيامنا هذه، تحديدا في نهاية العام ٢٠٠٨ الذي كان بداية الأزمة الاقتصادية العالمية، الأزمة التي عصفت بقطاع البنوك والاستثمار في كل دول العالم بلا استثناء، صاحب قصة البونزي هذه هو السيد مادوف، الذي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بأكبر عملية نصب في تاريخ المال والأعمال إذ قدرت عملية البونزي الخاصة به بـ ٥٠ مليار دولار، وهو ما يساوي الناتج المحلي للكثير من دول القارة الإفريقية سنويا، مادوف هو ابن وول ستريت إذ لم يكن غريبا عنها، تدرج مادوف في بعض شركات الاستثمار وصناديق التحوط في بداية حياته حتى عرف بواطن الأمور في هذا العمل.

خطة العمل :

سوّق لنفسه على انه لا يعطي « شرف » الانتساب لصندوقه لأي احد""

بكل بساطة، كان مادوف يأخذ أموالاً من مساهم ويعطي بعضها إلى مساهم آخر في الصندوق على أنها أرباح ويحتفظ هو بالباقي، كان مادوف يعد مساهميه بأرباح تقدر بـ ١٠ ٪ سنويا مهما كان وضع السوق العام، اشتهر اسم مادوف نظرا للأرباح المزعومة التي كان يوزعها على مساهميه وسوّق لنفسه على انه لا يعطي « شرف » الانتساب لصندوقه لأي احد، بمعنى أن هذا الصندوق كان حصرياً جداً للأغنياء والمشاهير الأمر الذي جعل صندوق مادوف كأنه نادٍ للأثرياء، وانطلت هذه الخدعة على الكثير وصار مشاهير السياسة والإعلام يتسابقون للانضمام في صندوقه بل قام بعضهم بطلب وساطة أشخاص نافذين في السياسة حتى يتشرف مادوف ويتقبلهم في صندوقه.

دوام الحال من المحال !


أثار مادوف وصعوده الصاروخي في مانهاتن الشك لدى العديد من الناس، كان بينهم عالم في الرياضيات لم يسمع بمادوف من قبل، شك هذا الرجل بالأرقام التي يتداولها أصحابه وشك في قدرة الأرباح على أن تكون تصاعدية حتى في حالة نزول الأسهم بما تحمله من أرباح أصلا، وبعد مراجعة وتدقيق بسيط بالأرقام صاح بهم « أيها الرفاق إنها عملية بونزي واضحة » في البداية لم يصدقه احد، لجأ عالم الرياضيات إلى السلطات والإعلام متحدثا بكل ثقة انه من المستحيل أن تتصاعد الأرباح سنويا لصندوق مادوف حتى مع انخفاض أرباح الأسهم نفسها،
ما سرّع عملية الانكشاف هذه هو انهيار قطاع البنوك في مانهاتن الأمر الذي أدى إلى كارثة اقتصادية عالمية، هرع الناس إلى مادوف طالبين سحب أموالهم دفعة واحدة، كانت النتيجة أن حتى مادوف نفسه خسر في هذه الأزمة ولم تكن هناك أموال لتسديد كل هذه الطلبات، في النهاية ألقت الشرطة القبض على مادوف وبعد محاكمة مثيرة تكشفت عنها الكثير من الحقائق المؤلمة، حكم على هذا النصاب، الذي كان يتشدق بأهمية العمل الاقتصادي النزيه.

طرفة ممتعة :

حكم على مادوف بالسجن لمدة ١٥٠ سنة ومصادرة ما بقي له من ممتلكات وبيعها في مزاد عام، بيعت حتى الأحذية والبدل التي كان يلبسها، قام احد أبنائه بالانتحار بعد أن أرهقته مطاردة الصحافة له ولأسرته، وبذلك انتهت أهم قصة نصب حدثت في تاريخ الاقتصاد الحديث، انتهى بونزي مانهاتن..

الريان  بونزي مصر الشهير

القصة المختصرة:

أشهر بونزي في مصر هو أحمد الريان، الذي جاء بمخطط جهنمي لتعبئة مدخرات الأفراد ودفع معدلات مرتفعة جدا للعائد، في فترة اتسمت بالهجرة المكثفة للعمالة المصرية إلى الخليج، حيث حقق الكثير منهم مدخرات مرتفعة، وفي وقت كانت فيه فرص الاستثمار في السوق المصري في هذا الوقت محدودة للغاية، فلم تكن المضاربة على الأسهم أو الأراضي أو العقارات نشاطا يجذب أصحاب المدخرات، كما كان هناك دائما خوف من إيداع الأموال في البنوك المصرية، نظرا لأن الرأسمالية المصرية لم تنس بعد دروس التأميم والمصادرة التي مارستها على نطاق واسع حركة يوليو 1952، ولذلك عندما جاء بونزي مصر الأشهر بمخطط توظيف الأموال تحت غطاء إسلامي، لم يجد عناء في إقناع المغفلين الذين كانوا يقفون بالساعات في طوابير طويلة لتسليمه " تحويشة العمر"، وهم لا يعلمون أنهم سيدفعون الثمن لاحقا عندما ينكشف أمر بونزي. الغريب في الأمر أن بونزي مصر استطاع التأثير بصورة سلبية على النظام المصرفي المصري بأكمله، وأثر سلبا على قدرته على جذب المودعات، لدرجة هددت قدرة الحكومة على الاقتراض، حيث كانت البنوك المصرية الوعاء الأول لتسويق السندات الحكومية
النهاية المتوقعة:
كانت نتائج كل ذلك حبس "الريان" سنة 1989 في قضية توظيف الأموال ، حيث حكم عليه بالحبس لمدة 15 سنة، والتي قضاها "الريان" قابعاً خلف القضبان حتى انتهت الـ15 سنة، إلا أن وزارة الداخلية استمرت في اعتقاله بعدها لفترة طويلة اعتقاداً منها بأنه لديه المزيد من الأموال التي يجب إعادتها للمودعين ليخرج عام 2011 .
 طرفة ممتعة :
تم عمل مسلسل عن قصة حياة الريان قام ببطولته الممثل الراحل  خالد صالح وعرض في رمضان 2011، ولكن قال الريان أن هذا المسلسل شوه صورته أمام الرأي العام، لافتا إلى أن الشركة المنتجة لم تراع العقد الموقع بينهم وأدخلت على السيناريو مشاهد ووقائع بعيدة عن الواقع، مشددا على أن عرض المسلسل بهذه الصورة أساء لأسرة الريان ويعد تشويها للتاريخ !

كلمة أخيرة : 

أترككم مع هذا الجدول يبين بعض الخسائر الناتجة عن استخدام عملية بونزي والتي لم يتسع المجال لذكرها

 بالرغم من مرور أكثر من مئة عام على  قصة تشارلز بونزي غير أن قصة مخطط بونزي تكررت بعد ذلك آلاف المرات في أنحاء العالم كافة. الغريب في الأمر أن كل بونزي كان يجد بسهولة كمية كافية من المغفلين الذين يستطيع أن يلعب بعقولهم بسهولة ويغريهم بالمكسب السريع فيسيل لعابهم وتتوقف عقولهم عن التفكير، وهي الثغرة التي يدخل منها بونزي ليجهز على ضحاياه




























إعداد أحمد المفعلاني

المصادر :




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سياسة تقسيم السوق والأسواق المستهدفة

  يُعتبر تقسيم السوق من المفاهيم الحديثة في عمليةِ   إدارة التسويق ،   حيث أن المنظمات كانت تركز في السابق على إنتاج منتج واحدٍ  فقط بكمياتٍ كبيرةٍ ، يصحب ذلك كثافةُ في عمليات التوزيع، والإعلان عن المنتج ، ولقد كان هذا يؤدى إلى أن تكون تكلفة المنتج أقل!، وبالتالي سعر أقل، وبذلك يمكن خلق سوق كبير للسلعة، ولكن بزيادة المنافسة، وانخفاض الأسعار أدت هذه الأسباب  إلى انخفاض الإيرادات، والأرباح للعديد من المنظمات  نتيجة  لعدم القدرة على تثبيت السعر في ظل تواجد منتجات متشابهة، أو بديلة، والتي قد تكون بأسعار اقل، وبنفس الجودةِ، ونتيجة لما سبق بدأ بعض المنتجين يهتمون بتقديم سلع ذات مواصفات متميزة، ومتنوعة مثل الجودة، والذوق، والموديل ... ترتب على ذلك زيادة في تنويع السلع، والموديلات، وخصائص السلع، ولم يكن الهدف من ذلك هو تقديم أشكال مختلفة من المنتج، ولكن كانت الفكرة هي تمييز حاجات، ورغبات المستهلكين، ومحاولةِ إشباعها عن طريق السلع، أو الخدمات التي تتناسبُ وقطاعات معينة من هؤلاء المستهلكين. وكنتيجة للاختلاف بين مجموعات المستهلكين طبقا للعديد من المؤشرات الجغرافية، واختلاف دوافع الشراء م

عشر خيانات لبيت الاسد

عشر خيانات لبيت الاسد لم تعرف سورية سواء بتاريخها القديم الذي يمتد على مدى 9000 عام - سبعة منها قبل الميلاد و اثنان بعده-  و لا في التاريخ الحديث عائلة أخس، و أنذل من هذه العائلة التي رأت في هذه البلد مزرعة لها تصنع بها ما تشاء، أو  ما يحلو لها . منذ عام و أنا منكب على تاليف كتاب حول تاريخ سورية الحديث، واغوص بين طيات الكتب باحثا عن مصادر المعلومات  بمختلف لغاتها، والقلب بيكي على ما كنا فيه من زيف، وكذب، وغشاوة على العيون. فإجرام هذه العائلة فاق كل حد وكل تصور، ولم استطع الصبر  حتى انشر الكتاب ووجدتني  اكتب هذا المقال مستعجلا ذلك، ولكن حروفهم العشرة الاف جبرتني ان اختزل الكثير من الشهادات والادلة والبراهين . ولعلي افرد لكل واحدة منها في قادم الايام مقال مستقلاً. كانت بداية قشع الغمامة مع استاذا دمشقي جليل حولني من الظلال الى الهدى ومن الظلام الى النور في نهاية عام 2007 عندما اهداني كتاب باترك سيل (الاسد والصراع على السلطة)، وقد كان يرى فيا المدافع عن البعث والمغيب عن الواقع ، المنساق وراء الشعارات الزائفة والكاذبة، من مقاومة وممانعة ، لاكتشف متأخرا ان هذه البلد لايحكمه